سورة المنافقون - تفسير تفسير أبي السعود

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (المنافقون)


        


{ياأيها الذين ءامَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أموالكم وَلاَ أولادكم عَن ذِكْرِ الله} أي لا يشغَلْكُم الاهتمامُ بتدبيرِ أمورِهَا والاعتناءُ بمصالحِهَا والتمتعُ بها عن الاشتغالِ بذكرِهِ عزَّ وجلَّ من الصلاةِ وسائرِ العباداتِ المذكّرةِ للمعبودِ والمرادُ نهيهُم عنِ التَّلهّي بهَا، وتوجيهُ النهيِ إليهَا للمبالغةِ كما في قولِهِ تعالَى: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَانُ قَوْمٍ} إلخ {وَمَن يَفْعَلْ ذلك} أي التَّلهي بالدُّنيا منَ الدينِ {فَأُوْلَئِكَ هُمُ الخاسرون} أي الكاملونَ في الخسرانِ حيثُ باعُوا العظيمَ الباقِي بالحقيرِ الفانِي {وَأَنفِقُواْ مِمَّا رزقناكم} أي بعضَ ما أعطينَاكُم تفضلاً منْ غيرِ أنْ يكونَ حصولُهُ من جهتِكُم ادخاراً للآخرةِ {مّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ أَحَدَكُمُ الموت} بأنْ يشاهدَ دلائلَهُ ويعاينَ أماراتِهِ ومخايلَهُ، وتقديمُ المفعولِ على الفاعلِ لما مرَّ مراراً من الاهتمامِ بما قُدِّمَ والتشويقِ إلى ما أُخِّر {فَيَقُولُ} عند تيقنِه بحلولِهِ {رَبّ لَوْلا أَخَّرْتَنِى} أي أمهلتَنِي {إلى أَجَلٍ قَرِيبٍ} أي أمدٍ قصيرٍ {فَأَصَّدَّقَ} بالنصبِ على جوابِ التمنِي وقرئ: {فأتصدقَ} {وَأَكُن مّنَ الصالحين} بالجزمِ عطفاً على محلِّ فأصدقَ كأنه قيلَ إنْ أخرتنِي أصدقْ وأكنْ وقرئ: {وأكونَ} بالنصبِ عطفاً على لفظِهِ وقرئ: {وأكونُ} بالرفعِ أي وأنَا أكونَ، عِدة منه بالصلاحِ {وَلَن يُؤَخّرَ الله نَفْساً} أي ولَنْ يُمهلَهَا {إِذَا جَاء أَجَلُهَا} أي آخرُ عُمرِهَا أو انتهى إنْ أُريدَ بالأجلِ الزمانُ الممتدُ من أولِ العمرِ إلى آخرِهِ {والله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} فمجازيكُم عليهِ إنْ خيراً فخيرٌ وإنْ شراً فشرٌّ فسارَعُوا في الخيراتِ واستعدُّوا لما هُو آتٍ وقرئ: {يعملُونَ} بالياءِ التحتانيةِ.
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَرأ سورةَ المنافقينَ برىءَ من النفاقِ».

1 | 2